عرض المقال
أسئلة فى اليوم العالمى لمحو الأمية
2013-09-07 السبت
8 سبتمبر هو اليوم العالمى لمحو الأمية، كيف سنحتفل به ومصر ما زال لديها 17 مليون أمى تحت سن الخامسة والثلاثين؟ ولو حسبنا من هم فوق هذه السن سنجد العدد صادماً يتجاوز الثلاثين مليوناً!!، سُبة وعار وعورة وفضيحة وجُرسة لهذا البلد الذى يثور من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وقدماه مكبلتان بكرة فولاذ اسمها الأمية، ويداه مشلولتان مغلولتان بكلابشات الجهل والتخلف، العالم المتحضّر يتحدث عن أمية الحاسوب وأمية قوانين الفيزياء والهندسة الوراثية ونحن ما زلنا نتحدث عن الأمية الأبجدية، ما زلنا نثرثر فى فك الخط وكيفية الهجاء والقدرة على تمييز الألف من كوز الذرة!، ما زال صوت عبدالبديع قمحاوى يرن صداه فى جنبات الريف والبنادر مجهَداً مشروخاً يطالبنا بورقة وقلم ومراية!، البسطاء الغلابة الذين تطلب منهم جهات العمل شهادات محو أمية يجيبونك فرحين عندما تسألهم عن وجهتهم رايحين فين؟ الرد السريع المباغت بسذاجة وفطرة بريئة رايحين نحو الأمية!! وهم على حق، فالامتحان صورى والشهادة مضروبة وبمجرد الخروج من اللجنة وتسلم تصريح العمل يفقدون القدرة على تشبيك الحروف وكتابة اسمهم ويعودون ثانية إلى الختم والبصمة، ما زال مشهد الفلاح وهو يُخرج «الختم» من جيب الصديرى مشهداً لا يثير الخجل فى مصر، ما زالت صورة السيدة وهى تبصم فى الشهر العقارى أو ترسم اسمها وكأنها تكتب باليابانى فى البنك صورة أليفة لا تصدم ولا تستفز مجتمعاً يدّعى أنه يريد أن ينهض ويلحق بركب الحضارة، نريد أن نعرف ما ميزانية وخطة هيئة تعليم الكبار وهيئة محو الأمية؟ ما مساهمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال فى هذا المشروع القومى الذى سيُحدد مستقبل مصر؟ كيف نواجه التسرّب السرطانى من التعليم؟ كيف نتعامل مع من امتنع عن الذهاب إلى المدرسة الابتدائية لكى يعول أسرة أو ينفس عن كبت، أو لأن الشارع مثل المدرسة ماتفرقش، كلاهما تشويه؟! ماذا فعل المجلس القومى للمرأة ومعظم ضحايا الأمية من حزب تاء التأنيث؟ ماذا فعلت مراكز الشباب والمدارس الخالية فى الإجازة الصيفية وشباب الخدمة العامة وضحايا البطالة ممن يجلسون على المقاهى وعلى استعداد لخوض معركة محو الأمية إذا تعاملنا معها على أنها قضية وجود ومسألة حياة أو موت؟
عيب وخطيئة وكارثة ووهم وخديعة أن نحلم ببكرة وجفوننا مغلقة على قنبلة اسمها الأمية.